بسم الله الرحمن الرحيم
صاحبَ السُّموّ الملكي الأميرِ مُحمـدٍ بنِ سلمّان وليّ عهدِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزيرِ الدفاعِ حفظَهُ اللهُ
معالي وزراءِ الدّفاعِ في الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ الشقيقةِ
أستهلُ بحمدِ اللهِ والصلاةِ والسَّلامِ على نبيهِ الكريم ....... أضم صوتي لأصوات كافة الزملاء وزراء الدفاع في تقديم خالص العزاء والمواساة للشعب المصري ولأسر الشهداء بضحايا الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة في شمال سيناء، والذي أدى إلى استشهاد وإصابة المئات.
يسرُّني بدايةً ونحنُ نلتقي في هذا المؤتمرِ البالغِ الأهميةِ في رحابِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ وعلى ثرى أرضِها الطيبةِ المباركةِ أنْ أتوجهَ إليكُمْ جميعاً بتحيةِ الإسلامِ ... السلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ مقرونةً بالاحترامِ والتقديرِ..
إنَّهُ لشرفٌ كبيرٌ لي أنْ أنقُلَ تحياتِ فخامةِ الرئيسِ محمود عباس لأَخيهِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمّانَ بنِ عبدِ العزيزِ وإلى وليّ العهدِ صاحبِ السُّموّ الملكيّ الأميرِ محمدٍ بنِ سلمّانَ وإلى الحضورِ جميعاً.. . معبّراً بنفسِ الوقتِ عن عظيمِ التقديرِ والامتنانِ لمواقفِ الدَّعمِ والمساندةِ بكلِّ أَشكالِها المادّيةِ والسياسيةِ والمعنويةِ التي ما انفكتْ المملكةُ تخصُّ بها قضيةَ فلسطينَ العادلةَ وكفاحَ شعبِها المشروعَ لاسترداد الحقوقِ الوطنيةِ وإنهاءِ الاحتلالِ وإقامةِ الدولةِ الفلسطينيةِ المستقلةِ وعاصمتِها القدس، أُولى القبلتينِ وثالثِ الحرمينِ الشريفينِ، مسرى نبّينا محمد (ص) وهي المواقفُ التاريخيةُ النبيلةُ التي يَحفظُها شعبُنا للمملكةِ بكاملِ العرفانِ والامتنان ...
صاحبَ السموّ والإخوةَ أَصحابَ المعالي والسعادةِ...
نلتقي اليومَ في ظروفٍ لا يخفى على أحدٍ فينا مدى خطورتِها لجسامةِ التحدياتِ المحيطةِ وما تعيشُهُ منطقتُنا وبلادُنا من أحداثٍ فاصلةٍ وتطوراتٍ حاسمةٍ بالمعاني التاريخيةِ والوجوديةِ في ظلّ اتساعِ تصاعدِ التحدياتِ والتهديداتِ والاستهدافِ المُمنْهَجِ بالعدوانِ والإرهابِ وزعزعةِ الاستقرارِ والْعَبَثِ بأمْنِنا القوميّ عربياً وإسلامياً مما يضَعُنا جميعاً أمامَ لحظةِ الاستحقاقِ واليقينِ للدّفاعِ عن أَمنِنا ووجودِنا ومقدراتِنا وعن مستقبلِ أَجيالِنا أمامَ هذا الإرهابِ الذي باتَ وباءً دَوْليّاً ومسؤوليةً جماعيةً وأصبحَ يستشري بمنطقتِنا ويأخذُ أبعاداً جديدةً من خلالِ الإِمعانِ بمواصلةِ تغذيةِ الإرهابِ والتَّطرُفِ وإثارةِ الفتنِ تحريضاً وتمويلاً وتسليحاً مما يُضاعِفُ اليومَ من أهميةِ هذا البناءِ العسكريّ الذي يجمَعُنا ويُعْلي مِنَ القيمِ والأهدافِ التي يُنشُدُها في دحرِ الإرهابِ وحمايةِ الأمنِ والاستقرارِ والدّفاعِ عن قيمِ إسلامِنا السّمْحاءِ وفي هذا السياقِ فإنّنا نُثمّنُ عالياً مبادرَةَ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمانَ بنِ عبدِ العزيزِ ووليّ العهدِ صاحبِ السُّموِّ الملكيّ الأميرِ مُحمدٍ بنِ سلمّان تِلْكَ المُبادرةُ الحكيمةُ والشجاعةُ والهامةُ في تشكيلِ هذا التحالفِ الإسلاميّ العسكريّ، الذي أصبحَ يمثلُ اليومَ دِرعَ الأمةِ وسيفَها والذي يعّبرُ عن إرادةِ أمُتِنا الإسلاميةِ في الدفاعِ عنْ أمنِها المشتركِ وعنْ استقلالِ دُولِها وسيادتِها وكذلك عن وقوفِ الأمةِ جمعاءَ إلى جانبِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ بكل ما للمملكةِ من مَكانةٍ أخويةٍ ومكانةٍ روحيةٍ والوقوفِ معها في كلّ ما تّتخذهُ من تدابيرَ لحمايةِ أمْنِها واستقرارِها وذلك انطلاقاً من الالتزامِ بالأمنِ الجماعيِ المشتركِ الذي يَنْبغي أن يُولِيَهُ الجميعُ أهميةً كبيرةً خاصةً في ظلِ تلكَ التهديداتِ والمخاطر الْمُسْتَجِدّةِ والتي يْصعُبُ على أيّ دولةٍ أن تواجِهَها منفردةً مهما ملكتْ منْ إمكاناتٍ وقوةٍ إنَّ وقوفَنا معَ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ يأتي أيضاً في سياقِ دفاعِنا عنْ قِيَمِ الإسلامِ وديارِ المسلمينَ ومهوى أفْئِدتِهم وقِبْلَتِهم نهوضاً بالمسؤوليةِ والواجبِ ونصرةً للحقّ، وهنا فإننا نجدّدُ تأكيدَ ما أعلنهُ فخامةُ الرئيسُ محمود عباس مِراراً وتكراراً وقوفَ شعبِنا القوي والمستمرَ مع أشقائِهِ في المملكةِ العربيةِ السعوديةِ في مواجهة الاستهدافِ والإرهابِ وما يتعرضُ له أمنُ المملكةِ وأمنُنا القوميُّ الجماعيُّ من تهديدٍ ومخاطرَ مُؤَكدينَ في نفسِ الوقتِ أنَّنا بدولةِ فلسطينَ وقد عانينا وما نزالُ منذُ أَكثرَ من سبعةِ عقودٍ من إرهابِ الدولةِ المُنظَّمِ الذي يستهدفُ وجودَ شعبِنا وحقوقَهُ ومقدساتِه المسيحيةَ والإسلامية.
صاحب السمو الملكي
لنُدْركّ تماماً أَن الاحتلالَ الإسرائيلي وجرائمَهُ المتواصلة، عدواناً وإرهاباً، كانتْ ولم تزلْ تلعبُ الدورَ الأهمَ في تغذيةِ العنفِ والإرهابِ والتطرفِ وإنّ محاربةَ الإرهابِ واجتثاثَهُ من جذورِهِ يستدعي مضاعفةَ الجهودِ لإنهاءِ الاحتلالِ وتمكينِ الشعبِ الفلسطينيّ من نيلِ حقوقِهِ وحريتِهِ على أساسِ قراراتِ الشرعيةِ الدَّوْليةِ ومبادرةِ السلامِ العربيةِ لتحقيقِ السلامِ الشاملِ والعادلِ والدائمِ في المنطقة لِتَنْعَمَ كلُّ شعوبهِا ودُوَلِها بالعيشِ المشتركِ والأمنِ والاستقرارِ الدائمِ والمزدهرِ وذلك ما نهدفُ لتحقيقهِ بدعمِ أشقائِنا وأصدقاءِ شعبِنا.
وختاماً حماكُم اللهُ وحمى اللهُ الأمةَ العربيةَ والإسلاميةَ ..... والسلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.